الأحد، مارس 09، 2008

عن بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم

المقدمة
الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان من علق، وعلمه ما لم يكن يعلم وفضله على كثير ممن خلق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين بعثه ربه بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فلقد كانت دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام هي : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} (129) سورة البقرة
واستجاب الله لدعاء نبيه ، فأرسل إلينا رسوله المصطفى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نور وهدى ونبراس لنا، ليعلمنا ما علمه الله ، ويهدينا إلى صراط الله المستقيم ، وليكون شفيعاً لنا في الآخرة بإذن الله .
وفي هذه المقالة سوف أعرض بعض الإضاءات لجوانب مختلفة في بلاغة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

المبحث الأول : أثر البيئة التي عاش فيها الرسول في بلاغته:
أ) (ولادته في قريش ) : أرسل الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من خير العرب نسباً ، وأكرهم حسباً ، وكانت قبيلته بنو هاشم إحدى قبائل قريش ، وقريش أفصح القبائل العربية ، وأعذبها منطقاً ، وأصفاها لفظاً ،وقد تهيأ للغة قريش قبل الإسلام عوامل الصفاء والنقاء والفصاحة مما جعلها جديرة بأن يكون معجزة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم فكان كلام الله هو معجزة نبيه لقوم هو أفصح الناس لغة وكلاماً.. فجاء الرسول الكريم بقرآن يتلى بين يدي أهل قريش فأذهلهم في لغته وبلاغته ورونقه .
وقد كان العرب يفدون إلى مكة للحج ، ويقصدون الأسواق القريبة منها للتجارة والمنافرة والمفاخرة ، ولغرض ما تجود به قرائح شعرائهم، فيما كانوا يسمونه بـ ( سوق عكاظ ) .
كما كان القرشيون يمرون بالقبائل العربية قاصدين اليمن في رحلة الشتاء ، أو عائدين من الشام في رحلة الصيف ، فتهيأ لهم من هذه المخالطة المستمرة خبرة لاختيار أحسن الألفاظ وأفصح التراكيب ، وأبرع الأساليب.
ولم يكد يقترب ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى كانت لغة قريش هي اللغة السائدة في الجزيرة العربية ، وأسيرها على الألسنة وأعظمها فصاحة وبلاغة .
ب: ( تربيته في بنو سعد ) : كما أن الرسول الكريم عاش في السنوات الأولى من عمره في قبيلة بني سعد ، قضى في ربوعها خمس سنوات من بعد ولادته مباشرة حين صحبته حليمة السعدية لترضعه هناك .
وبنو سعد من وسط الجزيرة العربية ، حيث كانت في مأمن من الاختلاط بالشعوب التي كانت تسكن في أطراف الجزيرة ، وقضى النبي الكريم حياته الأولى بينهم ، فتربى على الفصاحة ، وشب عليها ، وظهرت آثار هذه التربية وتلك النشأة في حياته . وفي هذا الجو المفعم بالفصاحة والبلاغة .. ولد ونشا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشب وترعرع على لغة فصحية بكر ، وزاده الله إلهاما وحكمة وعلمه من فضله ما لم يكن يعلم .فما كان رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يدعو بين الناس إلا وهو متمكن من اللغة البليغ في الخطاب .
وقد امتن الله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه أنزل عليه الكتاب والحكمة ، وعلمه ما لم يكن يعلم ، وقد قال تعالى: { وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}113) سورة النساء
جـ) اختلاطه وتقلبه بين أفصح القبائل وأخلصها منطقا: فلقد عاش الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين أفصح القبائل العربية وأخلصها منطقاً وأعذبها بياناً ، فكان مولده في بني هاشم وأخواله في بني زهرة ، ورضاعه في سعد بن بكر ، ومنشؤه في قريش ، ومتزوجه في بني أسد ، ومهاجرته إلى بني عمر (وهم الأوس والخزرج من الأنصار ) لم يخرج عن هؤلاء في النشأة واللغة .

• المبحث الثاني : أهمية البيان والبلاغة في الدعوة:
إن عرض الدعوة والقضايا الإيمانية ، وتوضيح التشريعات الربانية ، والقوانين السماوية ، هذه التكاليف المتعددة مهمة شاقة ، تتطلب بياناً واضحاً ، وعرضاً بينا ، لهذا لابد من أن يكون الداعية في غاية البيان ، ومثلاً عالياً في الفصاحة ، وإن يكون له امتياز على كل الفصحاء البلغاء حتى يظهر فضله عليهم ، ويُعرف مكانه بينهم .وقد نبه الله تعالى رسوله المصطفى إلى ضرورة أن يبلغ الغاية في البيان في عرض الدعوى ، فقال جل وعلا: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} وقد أخبر القرآن الكريم أن الغاية التي تأتى كل الغايات بعدها هي : البيان والتبيين فقال تعالى : {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ولما للبيان والتبيين من أهمية وأثر في الدعوى ، طلب موسى عليه السلام من ربه أن يرسل معه أخاه هارون ،وزيرا ، لأنه أفصح منه لساناً ، وأقوى منه بياناً ، فقال كما ورد في سورتي القصص والشعراء : {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}
{وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} كما سخر منه فرعون واستهزأ به -كيف يكون رسولاً وهو غير فصيح اللسان – كما ورد في سورة الزخرف : {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ}
فإن كان هذا الحال مع موسى عليه السلام ، فما بالنا مع رسولنا المصطفى الذي أرسل إلى قوم يتباهون بالبيان ، ويتفاخرون بالبلاغة (العرب ) فلأن يكون محمد صلى الله عليه وسلم أبين قومه ، وأفصحهم أحرى وأولى .
المبحث الثالث : بلاغة الرسول :
أ‌) تفرده بمعرفته بعلم كل لغات القرآن : انفرد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بمعرفته التامة بكل اللغات التي ورد بعض ألفاظها في القرآن الكريم ، حيث أنه مبين لما في القرآن ، وموضح لما أنبهم منه ، ولا يمكنه ذلك حتى يفقه مدلولات هذه الألفاظ .
فالنبي صلى الله عليه وسلم انفرد عن قومه بل وعن بقية العرب بمعرفة كل هذه الألفاظ القرآنية باللغات واللهجات المختلفة ، فقد كان يتلقى ذلك عن طريق الإلهام من الله تعالى مصداقا لقول الله : {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}
ومما يدل على ذلك ما رواه عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال " كنت أكتب كل شيء اسمعه من رسول الله ، فنهتني قريش ، وقالوا : تكتب كل شيء ، ورسول الله يشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة ، فذكرت ذلك له صلى الله عليه وسلم ، فأومأ بإصبعه إليّ وقال : (أكتب ، فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا حق )
فمما اختص به وتفوّق فيه فلا يدانيه فيه غيره، ولا يساميه فيه سواه أنه صلى الله عليه وسلم يتكلم مع كل قومٍ بلهجتهم وفصاحة لسانه، وبلاغة كلامهم، فكلامه مع قريش والأنصار وأهل الحجاز ونجد ليس هو ككلامه مع ذي المشعار الهمداني، وطفهة(هو خطيب نهد ووافِدُها عام الوفود وهو سنة تسع) النهدي، وقطن بن حارثة العُلَيْمِيّ والأشعث(وقدموا اليمن في ستين راكبا فأسلموا كلهم ورجعوا إلى اليمن.) بن قيس، ووائل بن حجر الكندي وغيرهم من أقيال(جمع قيل بمعنى الملك) حضر موت وملوك اليمن.
وهذه نماذج من كلامه صلى الله عليه وسلم يخاطب كل قومٍ بلهجتهم، وفصاحتهم في كلامهم ويتفوق عليهم، وقد حلّق في سماء البلاغة والبيان، ونثر الدر من كلامه الجامع للحكم المشتمل على فنون الهداية وضروب البيان ، وهذه نماذج منه: قوله صلى الله عليه وسلم: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم ويِسْعى بذمتهم أدناهم وهم يد واحدة على من سواهم))
ب)مخاطبته للناس على قدرهم :وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يخاطب كل قوم ، بل كل فرد ، على قدر حاله ، وان تكون ألفاظه ملائمة لمعانية وأغراضه ، حتى يبلغ كلامه مكانه من قلوب السامعين وأن يصل التأثير شغاف القلوب ، فيقبل ما يراد قبوله ، ويترك ما يراد تركه .
فربما أغرب في اللفظ ، وإن كان ذلك قليلا – لان مخاطبة آثر الغريب – فقد سأله رجل بقوله : أيدالك الرجل امرأته يا رسول الله ؟ فقال : إن كان مفرحاً .
ج)الإيجاز مع القدرة :ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن الأنبياء قليلو الكلام ، وقال ( إنا معاشر الأنبياء بكاء)
وجعل الجاحظ من قلة كلام رسول الله ، النفور في التكلف ، والبعد عن الصنعة ، وشدة المحاسبة للنفس ، وذكر في هذا الموضع قول الله ({قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }
على أن العرب شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وله الخطب الطوال في المواسم الكبار ، ولم يطل التماساً للطول ، ولا رغبة في إظهار القدرة على الكثير ، ولكن المعاني إذا كثرت ، والوجود إذا افتنت كثر عدد اللفظ ، وإن حذفت ، فضوله بغاية الحذف .
وفي ذلك يقول مصطفى صادق الرافعي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح العرب ، بيد أنه لا يتكلف القول ، وللا يقصد في تزيينه ، ولا بيغي إليه وسيلة الصنعة ، ولا يجاوز به مقدار الإبلاغ في المعنى الذي يريده ، ثم يعرض له في ذلك سقط ولا استكراه ، ولا تستنزله الفجاءة وما يبده من أغراض الكلام عن الأسلوب الرائع" .
د)السنة والحديث بيان للقرآن الكريم الحديث الشريف هو في المقام الثاني في التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ، وذلك بنص القرآن الكريم ، يقول تعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ويقول الله تعالى : {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}
فالحديث النبوي تفصيل لما أنزل مجملاً في القرآن الكريم ، وتوضيح لما أبهم فيه ، وبيان لما تشابه منه ،كذلك الأحكام التي وردت في السنة المطهرة ، ولم يرد لها ذكر في القرآن هي أحكام شرعية صحيحة ثابتة ، يجب العمل بها ، كما يجب العمل بما جاء في القرآن ، إذ السنة هي المصدر الثاني للتشريع .
ومن هنا كانت بلاغة الرسول مهمة للغاية في توصيل بيان القرآن إلى الناس أجمعين بصورة بليغة سهلة ميسرة لهم .
هـ)جوامع الكلم : وتلك التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن الله تعالى ميزه بها ، وأعطاه أياها ، كما أعطاه نعماً أخرى لم يعطها لأحد من قبله .
وجوامع الكلم عبارة عن عبارات موجزة حكيمة تتضمن كل عبارة منها معاني كثيرة مع الوفاء بالمعنى الذي تضمنته ، والإيجاز من أبرز سمات البلاغة العربية ، وبه امتازت العربية عن غيرها من اللغات كما يقول العارفون باللغات الأخرى ، وقد سئل بعض البلغاء عن البلاغة ، فقال : البلاغة الإيجاز .
وهذا ما نراه في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فأننا لنقرأ الكلمة ، ونفهم منها المعاني الكثيرة ، ولو حاولنا أن نحذف من الجملة كلمة ، لعرضناها للفساد .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعجب بالإيجاز ، ومنذ ذلك أنه سمع أعرابيا ، يدعو ، ويقول : اللهم هب لي حقك ، وأرضِ عني خلقك ، فقال النبي : هذا هو البلاغة "
و) سهولة ألفاظ الرسول : يتميز رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهولة ألفاظه ويسرها ودقة اختياره لها لمعانيها ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يكره الأغراب ، ويكره التكلف ، ويكره فضول القول ، ولذلك قلما يخفى من معانيه ، أو احتاج الدارس لأحاديثه لكثرة الرجوع للمعاجم ، إذا كان على معرفة جيدة بالعربية .
ولذلك أيضا لم تسقط منه كلمة ولا بارت له حجة ، وكان الأمر كما قال الجاحظ : لم يسمع الناس بكلام أعم نفعاً ولا أصدق نفعاً ، ولا أعدل وزناً ، ولا أجمل مذهباً ، ولا أكرم مطلباً ، ولا أحسن لفظاً ، ولا أحسن موقعاً ، ولا أسهل مخرجاً ، ولا أفصح عن معناها ، ولا أبين من فحواه من كلامه – صلى الله عليه وسلم -)
• المبحث الرابع : وصف أهل البلاغة لبلاغة النبي:
-الجاحظ :
للجاحظ وصف طويل لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومما جاء فيه : (هو الكلام الذي قل عدد حروفه ، وكثر عدد معانيه ، وجل عن الصنعة ، ونزه عن التكلف ،استعمل المبسوط في جانب البسط ، والمقصور في جانب القصر ، هجر الغريب الحوشي* ، ورغب في الهجين السوقي ، ولا يتلمس اسكات الخصم ، ولا يطلب الفلج إلا بالحق ، ولا يستعين بالخلابة ، ولا يبطئ ولا يعجل ) ويقول أيضا : " فإذا رايت مكانة الشعراء وفهمته الخطباء ، ومن قد تعبد للمعاني ، وتعود نظمها وتنضيدها وتأليفها وتنسيقها ، واستخراجها من مدافنها ، وأثارتها من مكامنها ، علموا أنهم لا يبلغون بجميع ما معهم مما قد استفرغهم واستغرق مجهودهم ، وبكثير ما قد خولوه قليلا مما يكون معه على البداهة والفجاءة من غير تقدم في طلبه ، واختلاف في أهله "
-القاضي عايض:
و يصف صاحب الشفا فصاحة الحبيب صلى الله عليه وسلم فيقول: تحت ((فصل :وأما فصاحة اللسان، وبلاغة القول))، فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهد سلامة طبع، وبراعة(براعة منزع: أي هو ذو تفوق في قوم هم أفصح الناس.) منزع، وإيجاز(إيجاز مقطع: أي هو ذو إيجاز في قوله: وفصل في كلامه مع قلة الألفاظ وتحديد المعنى وتوضيحه.) مقطع، ونصاعة لفظ، وجزالة قول، وصحة معانِ، وقلة تكلفٍ، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها، ويُبِارِيها في منزع بلاغتها، حتى كان من أصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله .
-الزمخشري :
وقال الزمخشري ( هذا اللسان العربي كأن الله مخضه وألقي زبدته على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، فما من خطيب يقاومه إلا نكص متفكك الرحل ، وما من مصقع يناهزه إلا رجع فارغ السجل )
-مصطفى صادق الرافعي :
وله فصل طويل عن بلاغة الرسول في كتابه"إعجاز القرآن" ، وبقول ضمن ما يقول : (أن أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب متفرد في هذه اللغة ، قد بان من غيره بأسباب طبيعية فيه ، وأنك لا تر فيه حرفاً مضطرباً ، ولا لفظة مستكرهة على معناها ، ولا كلمة غيرها أتم منها أداء للمعنى ، وأن جهات الصنعة في الكلام من اللغة والبيان والحكمة قد سلمت للنبي على أتمها ، ولم تسلم لبليغ غيره قط ، واللغة في النبي فطرية ، والبيان بيان أفصح الناس نشأة ، وأقواهم من الذكاء والإلهام ، وأما الحكمة فتلك حكمة النبوة ، وتبصير الوحي وتأديب الله تعالى )




المراجع :
1- القرآن الكريم
2- البلاغة العربية في ثوبها الجديد :بكري شيخ أمين : بيروت ، دار العلم للملايين ، ط3 ، 1999م .
3- عبد القاهر الجرجاني : د أحمد بدوي : القاهرة ، مكتبة مصر ط 2
4- مقدمة بن خلدون ، القاهرة ، القاهرة ، المطبعة الأميرية ، 1388هـ
5- الإمام شرف الدين الطيبي : تجديداته وجهوده البلاغية : عبد الحميد هنداوي : رسالة ماجستير كلية دار العلوم ، القاهرة ، المكتبة التجارية ، مكة المكرمة، د.ت
6- من بلاغة الحديث الشريف : عبد الفتاح لاشين : مكتبة عكاظ ، ط 1 ، 1402هـ
7- بلاغة الرسول : على محمد حسن العماري : القاهرة ، دار الأنصار ، د.ت
8- الفصاحة المحمدية : إسلام محمود دربالة
9- الحديث النبوي رؤية جمالية : صابر عبد الدايم : الإسكندرية : دار الوفاء / 1999م .
10- فيض القدير في شرح الجامع الصغير : عبد الرءوف المناوي / ط3
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية : مصطفى صادق الرافعي ، القاهرة ، دار المنار ، ط 4 ، 2002م