السبت، فبراير 16، 2008

أندد وأخواتها

("أندد" وأخواتها)

عفوا فلست من المتخصصين في اللغة العربية ، ولكن هذا لم يمنعني من اكتشاف باب جديد في علم النحو العربي !
نعم اكشتفته ولكني لا أتجرأ أن أنسبه لنفسي ، فمبتكروه هم في الواقع معروفون للجميع بل وتملأ صورهم صحفنا الرسمية ونشراتنا الإخبارية ،بل وجدران مكاتبنا الحكومية!
وأشهد أن ابتكارهم لهذا الباب المستحدث في النحو العربي دليل على ثراء اللغة العربية أولا ، وعلي (إبداع ) هذا الجيل الجديد الغريب من العرب !
وحتي لا أطيل عليكم فهذا الباب هو كما أسميته ( باب أندد وأخواتها ) وإليكم الشرح الوافي الذي خرجت به بعد دراسة متواضعة قمت بها :
أندد وأخواتها
تشمل : أندد بـ ، أشجب ، أرفض ، أدين
والأمثلة عليها كثيرة ، يكفيك أن تنظر لعناوين أية صحيفة أو تستمتع إلى موجز أية نشرة إخبارية عربية ، وستجد عدد وافر من التنديدات !!
ومن هذه الأمثلة أنتقيت لكم :
- (فلان ) يندد بالممارسات الأمريكية اللا إنسانية في العراق .
- جامعة الدول العربية ترفض قتل اليهود للفلسطينيين .
- نحن نُدين بناء سور الفصل العنصري .
- اجتمع الوزراء العرب وقاموا بشجب اعتقال الألاف في جونتنامو !
وبعد بحث في أمهات كتب النحو .. اكتشفت أن باب ( أندد وأخواتها ) هو باب عربي شديد الحداثة .. لأن أجدادنا العرب لم يعرفوه ..بل أدعي أنهم لم يتوقعوا أن يأتي اليوم الذي يضيف فيه أحفادهم هذا الباب في قاموس المفردات العربية …. فعلى العكس كان مجرد صرخة امرأة مسلمة مستغيثة .. ( وإسلامااه .. أو وامعتصماه …) كفيلة بأن تثير (رجولة ) العربي الشهم فلا يهدأ له بال حتي يؤدب من حاول إهانة كرامته !!

عمل أندد وأخواتها :
ولأن كان وأخواتها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وإن وأخواتها تؤدي العكس … بحثت عن عمل (أندد وأخواتها ) عندما تدخل على الجملة!
وبحكم حداثة باب (أندد وأخواتها ) لم أجد جواب لدى النحاة .. فحملت أسئلتي إلى بعض "العارفين ببواطن الأمور" ..
فاختلفوا في عمل (أندد وأخواتها) ..
فقال بعضهم : لا عمل لـ (أندد وأخواتها ) اطلاقا .. ، وتعتبر زائدة ويمكن حذفها بدون أن يتأثر معنى الكلام، فمثلا لا يختلف قولك (نندد بشدة بتعذيب الأمريكان للعراقيين اللاإنساني) وبين قولك (شدة تعذيب الامريكان للعراقيين لاإنساني) .. الخ
وقال البعض الأخر : أن لـ أندد وأخواتها عمل .. فهي تنصب أحيانا ويمكن أن ترفع أو تجر في بعض الأحيان ..
وفسروا ذلك بـ :
أندد وأخواتها ( ترفع ) ضغط دم الشعوب ، أو ( تنصب ) على عقول السذج ، وأحيانا ( تجر ) المزيد من المذلة والإهانة !!!!

وعموما وإن اختلفوا في عمل ( أندد وأخواتها )فلقد أتفقنا جميعا على أن أندد وأخواتها دائما ما تكون ذات لهجة ( مشددة ) إلا أن (السكون ) دائما ما يخيم على أخرها ، ولذلك اعتبرها ( العارفين ببواطن الأمور ) نوعاً من المسكنات الرديئة !!!

هناك تعليق واحد: